طلب مرفوض..

أين أنت ..؟ طلب مرفوض

كنت يوما واقفا انتظر سيارة العودة إلى البيت فإذا بصديق قديم يصادفني وبعد التحية والعتاب والسؤال وإذا بزفة عرس تمر أمامنا أخذت أشاهد وكان حينها صاحبي يتحدث انتابتني حسرة . وبانت على وجهي ملامح الحزن التفت فإذا بصاحبي يبتسم . قال لي : هل تزوجت ؟ قلت : لا . قلت : وانت ؟ قال لي : نعم .قال لي : ماذا
تتنظر ؟ قلت : لايوجد في النساء ما يمكن التفاؤل بها . قال : كفاك تشاؤم فهناك من النساء الجيدات الصالحات ان يكونن زوجات وأمهات رائعات . قلت أراك حالماً .
قال : بل الواقع هو انا نفسي أعرف امرأة أتوقع ان تكون أمّا عظيمة ومربية ممتازة مستقبلاً . قلت : وبعد ..
قال : لعلها تكون من أنصار الحجة ( عجل الله فرجه ) هنا خفق قلبي لهذا الكلام . قلت : صف لي هذه المرأة . سكت ثم قال : أقول لك لكي تتفائل . قلت : نعم .
قال : وقورة هادئة وذات هيبة ، حليمة حكيمة بشوشة مع النساء الأخريات ، توسلها بالزهراء ( عليها السلام ) وقدوتها الحوراء ، وتقترض المال أحيانا لزيارة أمير المؤمنين(عليه السلام ) والكل لا يتجرأ ان يذكر اسم سيد الشهداء أمامها فلا تتصور طريقة بكائها ، فجسم يرتعش ونحيب يذيب الصخر . لا تعرف شيئا عن حب الدنيا
فالزهد واضح فيها بالرغم من كونها تخفيه ، أتحدى النساء جميعا ان تمتلك واحدة منهن : طريقة تهجدها ، وقراءة دعائها في صلاة الليل . أسامع عن الوجوه الربانية ؟
قلت : نعم . قال : هي واحدة من تلك الوجوه التي تذكرك بالمولى كلما رأيتها . قال : وأما تعاملها مع الأطفال فأصعب طفل لا يمكن السيطرة عليه او إيقاف بكاءه
فبجرد لمسه أو حمله والنظر إليه يعم الهدوء والصمت . لا تبحث عن الموديل ، لاثرثرة ولا قيل . وقال : جمالها بدون مساحيق ،جميع الجيران يستشيرونها لحل
مشاكلهم وكأنها باحثة اجتماعية . ولها هيبة في قلوب الرجال ، انا نفسي أكن لها حبا لا يوصف فهي مدمنة على ثلاث منذ سنين صلاة الليل وقراءة القرآن وزيارة
عاشوراء ، فما لاقت امرأة حتى أوصتها من كلامها إلى إحدى النساء . إذا أردتي الرزق والصحة والجمال فعليك بصلاة الليل ، وإذا أردتي التوفيق والكرامة
فعليك بعاشوراء ،وإذا تحبين الله حقا فعليك بقراءة القرآن ، الله الله بالفقراء والمساكين ، الله الله باليتامى ، الله الله بذرية الرسول (صلى الله عليه وآله ).
قلت له : لا أطيق الصبر على الكلام قل لي من هي ودلني عليها لأسرع بخطبتها . فتح عينه أكثر من المتعارف وقال في وجهي : أحترم نفسك يا رجل . قلت : لماذا
قال : ما أتحدث عنها زوجتي . قلت ماذا ... ماذا ..؟ ولم أتمالك نفسي من الخجل اعتذرت له . قال : لا عليك انا ذكرت لك لأجل ان تتفائل ابتسم وقال لي : رزقك
المولى شبيهتها وودعني بكلمات الدعاء وتركني أتصفح شعاع الشمس فخاطبتها وقلت : يا شمس أشرقت اليوم فمتى تشرق هي متى تشرقين يا غائبة متى تشرقين؟
أين أنت ؟